مِنْ
أشياءَ أخرى، ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ
وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ﴾
[البقرة: 160]، ما يكفي أنه يقول: يا الله التوبة، أستغفر الله. لا يكفي هذا، بل
لا بد أن يصلح ما أفسد مِنَ الأعمال، ينشر العلم الذي كتمه، يقيم الصلوات التي
تركها، يؤدي الفرائض، يتجنب المحرمات التي تركها.
أما
أنه يقول: يا الله التوبة، أستغفر الله، وهو مقيم على المعاصي وعلى كتمان العلم،
فهذا ما أصلح عمله، ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ
وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ﴾
[البقرة: 160]، ﴿تَابُواْ﴾،
يعني: رجعوا، ﴿وَأَصۡلَحُواْ﴾،
يعني: أصلحوا ما أفسدوا مِنْ قبل، أصلحوا الأعمال التي أفسدوها، ﴿وَبَيَّنُواْ﴾: بينوا ما كتموا مِنَ العلم، بينوه
للناس، ولم يخشوا في الله لومة لائم.
إذن
التوبة - كما ذكر أهلُ العلم - يُشترط لها شروط ثلاثة:
الشرط
الأول: الإقلاع عن الذنب، أي: ترك الذنب تركًا نهائيًّا، أما
الذي يقول: أستغفر الله، وهو مقيم على الذنب ولم يرحل عنه؛ فهذا توبته غير صحيحة،
هذا الشرط الأول: الإقلاع عن الذنب.
الشرط
الثاني: العزمُ على ألا يعود؛ فإن كان في نيته أن يعود إلى
الذنوب؛ فإن الله لا يقبل توبته؛ لأنها توبةٌ مؤقتة، والتوبة المؤقتة لا تُقْبل.
فالذي يتوب مثلاً في رمضان، ويصلي ويصوم ويتلو القرآن، فإذا خرج رمضان يعود إلى المعاصي ويترك الصلاة، أو يتوب إلى الله وقت الحج ويحافظ على الطاعات، فإذا انتهى الحج عاد إلى المعاصي؛ فهذا لا تُقبل توبتُه؛ لأنه كان في نيته أن يتوبَ في هذا الوقت،