×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فإذا انتهى وقتُ العبادة يعود إلى الذنوب؛ فتوبته غير صحيحة، هذه توبة مؤقتة ولا تُقْبل.

الشرط الثالث: أن يندم على ما فات منه، يندم على الذنوب ويخاف منها، جاء في الحديث: إن المؤمنَ يرى ذنوبه كالجبل فوق رأسه يخاف أن ينقض عليه. وأما المنافق فيرى ذنبه مثل الذباب الذي وقع على أنفه ثم طار([1]). هذا المنافق يتساهل بالذنوب ولا تهمه، ولا يخاف مِنْ عواقبها.

أما المؤمن فيخاف مِنْ ذنوبه، وكلما خاف استغفر وتاب إلى الله عز وجل؛ فذنوبه كالجبل يخشى أن ينقض عليه، ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ [البقرة: 160]، التوبة بهذه الشروط، التوبة ببيان ما كتم من العلم.

قال الله جل وعلا: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ [البقرة: 160]، هذا وعدٌ مِنَ الله سبحانه بأن يتوبَ على مَنْ تاب توبة صحيحة مستوفية للشروط، يتوب عليه سبحانه وتعالى؛ فضلاً منه سبحانه وتعالى؛ حيث لم يعاجله بالعقوبة، وإذا تاب المسلم مِنَ الذنب أصبح كمَنْ لا ذنب له، والتوبة تَجُبُّ ما قبلها، ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ [الأنفال: 38].

الله سبحانه وتعالى يتوب على التائبين ويغفر لهم ذنوبهم إذا تابوا توبةً صحيحة، ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ [البقرة: 160]، وهذا وعدٌ مِن الله سبحانه أنه يتوب على مَنْ تاب توبة صحيحة، ﴿وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ [البقرة: 160]، وصف نفسه، أو سمَّى نفسه بأنه التواب، والتواب كثير التوبة على عباده، «تواب» على وزن فَعَّال، معناه: كثير التوبة على عباده.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (6308).