﴿ٱلرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 160]: الذي يرحم عباده
ويريد لهم الخير، الله جل وعلا لا يريد مِنَ العباد أن ينفعوه بالتوبة أو الأعمال
الصالحة، وإنما يريد أن ينفعوا أنفسهم؛ ﴿مَّنۡ
عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ﴾ [فصلت: 46]، هذا مِنْ رحمته سبحانه
أنه يريدك أن تنفع نفسك، يريدك أن تعمل لنفسك مِن الصالحات.
أما
الله سبحانه - سواءٌ تبت أم لم تتب - فإنك لا تضره شيئًا، إذا عصيته فلن تضره،
وإذا أطعته فلن تنفعه، وإنما إذا عصيت تضر نفسك، وإذا أطعت فإنما تنفع نفسك، فعملك
لك، ولكنَّ الله يقبل هذا ويثيبك عليه رحمةً منه بك؛ إنه سبحانه رحيم بعباده، ولا
يرضى لهم الكفر، وإنما يرضى لهم الإيمان والطاعة والخير، هذا هو الذي يرضاه سبحانه
لعباده تفضلاً منه وإحسانًا.
﴿وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾
[البقرة: 160]، هذا فيه اسمان مِنْ أسماء الله؛ ﴿ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾: يتضمنان التوبةَ على العباد
والرحمةَ لهم مِنَ الله سبحانه وتعالى، اسمان يتضمنان صفتين مِنْ صفات الرب سبحانه
وتعالى.
ثم
قال جل وعلا: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ
ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ١٦١ خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا
هُمۡ يُنظَرُونَ ١٦٢﴾
[البقرة: 161، 162]، لما ذكر أنه يتوب على مَنْ تاب قبل الموت، ذكر مَنْ مات ولم
يتب، الذي مات ولم يتب ما مصيرُه؟ الله جل و علا ذكر مصير الذي تاب إلى الله قبل أن
يموتَ؛ فإن الله يتوب عليه ويرحمه سبحانه وتعالى.
الصنف الثاني: الذي مات على الكفر ولم يتبْ إلى الله عز وجل، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 161]، كفروا بالله عز وجل، ﴿وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ﴾ [البقرة: 161]،