بـ«الهدى»
العلم؛ لأنه هداية للقلوب، هداية إلى الله جل وعلا، هداية إلى الجنة، دليل واضح.
فالواجب
على مَنْ أعطاه الله مِنْ هذا العلم المنزل، الواجب على العلماء أن يبينوا وأن
يعلموا الناس ما أنزل الله، وأن يفقهوهم في دين الله. هذا الواجب على العلماء، أن
يبينوا للناس ما أنزل الله مِنَ القرآن ومن السنة النبوية، وينشروا ذلك مِنَ
الناس، ويدعوا إليه ويعلِّموه، ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا
تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187].
هذا
هو الواجب على العالم إذا علَّمه الله شيئًا أن يعلِّمه للناس، وأن ينشره في
الناس، وأن ينفع الناس به في القضاء والفتوى، والترغيب والترهيب، وبيان الحلال
والحرام، ولا يجوز للعالم أن يكتم علمه، ويحتفظ به ويُخَزِّنه في صدره ولا يبينه
للناس؛ لأن العلم ليس ملكًا له، العلم لعباد الله، والله حمَّلك إياه لأجل أن
تبلغه للناس، لا من أجل أن تحتفظ به وأن تخزِّنه في صدرك.
هذا
لا يجوز، ولا سيما عند حاجة الناس إلى ذلك، لا سيما إذا رأيت الناس يخطئون، لا
سيما إذا رأيت الناس في ضلال، لا سيما إذا رأيت الشرك والوثنية، لا سيما إذا رأيت
المعاملاتِ المحرمةَ، لا سيما إذا رأيت الذنوبَ والمعاصيَ وترك الواجبات وفعل
المحرمات.
فعلى العالم أن يبين ما عنده للناس ويقيمَ الحجة على الناس، فمَنْ قَبِل فالحمد لله انتفع، وصار للذي بلَّغه أجره مِنْ غير أن ينقص من أجور مَنْ تبعه شيء. وإن لم يقبل الناس فإنه تقوم عليهم الحجةُ وتبرأ ذمةُ العالم. أما السكوت وكتمان العلم فهذا جريمة عظيمة؛ ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ﴾ [البقرة: 159].