×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

مواصلات بين المدن، جعل في البحر مواصلات أيضًا.

هذا مِنْ رحمته سبحانه وتعالى بعباده، وهذا مِنَ العجائب: أن هذه الفلكَ العظيمةَ التي كالجبال أو كالكدن الكبيرة تكون فوق الماء محملة بملايين أو مئات الأطنان الثقيلة، ولا تغوص في الماء إلا إذا أراد الله إهلاكها؛ فإنها تغوص، تحدث الحوادث فيها بأمر الله سبحانه وتعالى.

﴿وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ [البقرة: 164]، يعني: السحاب، السحاب يسمى سماءً؛ لأن كل ما علا وارتفع يُسَمَّى سماءً. فالمطرُ ينزل مِنَ السحاب، و ﴿أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآء، أي: من السحاب ﴿مَّآءٖ، وهو المطر، ﴿فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا [البقرة: 164]، الأرض قاحلة ميتة ليس فيها نباتٌ، إذا أنزل الله عليها المطر؛ ﴿ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ [الحج: 5] مَنِ الذي جلب لها المطر؟ الله سبحانه وتعالى؛ وهذا المطر أيضًا يُخَزّن في الأرض، فتكون منه الآبار وتكون منه الأنهار، سلكه ينابيع في الأرض لصالحكم، فهو فوق الأرض ينبت النبات، وفي جوف الأرض يُخَزّن لكم، تحتاجون إليه في المستقبل، ﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَسۡكَنَّٰهُ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابِۢ بِهِۦ لَقَٰدِرُونَ [المؤمنون: 18].

مَنِ الذي أمسكه في هذه المخازن في الأرض؟ هو الله سبحانه وتعالى، ولو شاء لغوَّره وراح؛ ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۢ [الملك: 30]. أَمَا تعتبرون بهذا؟! ﴿وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآء [البقرة: 164]، أي: مِنَ السحاب، ﴿مِن مَّآء0 [البقرة: 164]، أي: مِنْ مطر، ﴿فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ [البقرة: 164] بالنبات، ﴿بَعۡدَ مَوۡتِهَا [البقرة: 164]، يوم أن كانت يابسةً هامدةً، مَنْ هو الذي فعل هذا؟ هو الله سبحانه وتعالى.


الشرح