×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

﴿وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ [البقرة: 164]، هذا مِنْ آيات الله، الدواب المختلفة في هذه الأرض، ﴿مِن كُلِّ دَآبَّةٖفكِّر في أنواع الدواب، لا تحصيها، أنواع مختلفة، وكبيرة وصغيرة ومتوسطة، وألوانها مختلفة ومنافعها مختلفة، ومنها النافع ومنها الضار ومنها الوحش ومنها المتأهل، سخَّر اللهُ لكم هذه الدوابّ في هذه الأرضِ، دوابَّ مختلفة.

ثم مَنْ هو الذي يرزق هذه الدوابَّ؟ ما تموت، كل دابة يأتيها رزقها في مكانها؟ مَنْ هو الذي يرزقها؟ ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ [هود: 6]، ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٖ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ [العنكبوت: 60]، فمَنْ هو الذي دبر الأرزاق للدواب مِنْ آدميين وغيرهم، مَنْ هو الذي دبر الرزق؟ ما أحد يأخذ رزق الثاني؛ كلكم عائشون، والدواب عائشة، والوحوش عائشة، والطيور عائشة، كل المخلوقات، كل الدواب عائشة، ويأتيها رزقها. مَنْ هو الذي تكفل بهذا؟ هو الله سبحانه وتعالى.

أنت لو قيل لك: أطعم - مثلاً - أهل هذا البلد أو غدّهم أو فطِّرهم. كم يكون عندك مِنَ الخبز ومن الاستعداد ومن... ومن... ؟ الله عز وجل يطعم كل هذه المخلوقات ويرزقها كلها ويغديها ويرزقها كلها، هذا بقدرته سبحانه وتعالى. ولا ينقص ذلك مِنْ خزائنه سبحانه وتعالى؛ ﴿وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ [المنافقون: 7]، ما ينقص مِنْ خزائنه شيءٌ، منذ أن خلق السماوات والأرض وهو ينفق وخزائنه ملأى سبحانه وتعالى، ما نفدت. أنت لو تنفق على أهل البلد، لو عندك خزائن ملأى ما تأخذ أسبوعًا إلا وهي خالصةٌ ما عندك شيء، الله ينفق على العالم كله، ولا تنفد خزائنه سبحانه وتعالى، أليس هذا مِنَ الآياتِ الدالة؟


الشرح