هل
الأصنامُ خلقت هذه الدواب؟ هل الأصنام رزقت هذه الدواب؟ هل هذه المعبودات التي
تعبدونها فعلت شيئًا مِنْ ذلك؟ تعالى الله عن ذلك، أين الذي سيجيب؟ يقول: نعم؟ ما
سمع أحد، حتى الكفار ما يستطيعون أن يقولوا: نحن الذين خلقنا السماء، ونحن الذين
أنزلنا المطر، ونحن الذين خلقنا الدواب، ونحن الذين نرزقها. ما يستطيعون، الله عز
وجل يتحدى بهذا جميع الخلق، ما يستطيع أحدٌ أن يعترض أبدًا. يسلِّمون كلهم بهذا،
لكن مع هذا يعبدون معه غيره عز وجل.
﴿وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ﴾ [البقرة: 164]، الرياح: جمع
ريح، الرياح التي تهب هذه لمصالح العباد؛ لأنه لو لم تكن رياحٌ لاختنق الناس
وماتوا واختنقت الدواب وذوات الأرواح وماتت، الله جعل الرياح لأجل بقاء الحياة على
هذه الأرض، لو انقطع الريح لمات الناس، ما يعيشون، يحتاجون إلى الهواء مثلما
يحتاجون إلى الغذاء، مَنْ هو الذي خلق هذه الرياحَ؟ ثم أيضًا يصرفها مِنْ شمالٍ
إلى الجنوب إلى الخبأ: وهي الشرق إلى دبورٍ: وهي الغرب؟ أربع جهات، كل جهةٍ يأتي
منها الريح، مَنِ الذي يسكر هذه ويفتح هذه؟ مَنِ الذي يسكر الشمال ويفتح الجنوب؟
يسكر الجنوب ويفتح الشرق؟ يسكر الشرق، ويفتح الغرب؟
وبين هذه الجهات أيضًا جهاتٌ فرعية، الجهات الأصلية أربع: الجنوب، والشمال، والشرق، والغرب، هذه الأصلية، الجهات الفرعية وهي: ما بين هذه الجهات تسمى النكباء، النكباء يعني: ما بين الجهتين، مثلما تقول: مطلع الشمس، مهب الغرب، مهب الهيف، مهب كذا. هذه فرعيات، مَنْ هو الذي يصرف هذه الرياح؟ ريح تأتي مِنْ جهة كذا، وريح تأتي مِنْ جهة كذا، ريح باردة وريح حارة، وريح فيها غبار، وريح صافية،