جاء
في الحديث الصحيح([1]):
أن رجلاً كان يمشي في فلاة، فجاءت سحابة فسمع صوتًا في السحابة يقول: اسقِ حديقة
فلان بن فلان. فذهب يجري ويرقب هذه السحابة حتى أمطرت في شِعْبٍ مِنَ الشعاب، وهذا
الشعب امتلأ بالماء وسال، ودخل في حديقةٍ في مزرعةٍ حتى رواها، والرجل ينظر.
فجاء
إلى الرجل وهو يرف السيل بمسحاته، جاء إليه وقال: ما اسمُك؟ قال: أنا فلان بن
فلان؛ الاسم الذي سمعه في السحابة. قال: أنت سألتني عن اسمي، فلماذا سألتني؟ قال:
أما إذ سألتني فأنا سمعت في السحابة صوتًا يقول: اسقِ حديقة فلان بن فلان، للاسم
الذي ذكرت، فما تصنع في هذه الحديقة؛ يعني: ما حصل هذا الشيءُ إلا بسبب، فما هذا
السبب؟ قال: أما وقد سألتني فأنا إذا حصلت ثمرتها قسمتها ثلاثة أقسام: قسم أدَّخره
لأهلي، وقسم أنفقه عليها، وقسم أتصدق به على الفقراء. فشكر الله له ذلك، وساق له
السحاب إلى مزرعته خاصة، ما تعدَّتها لا يمينًا ولا يسارًا، مَنِ الذي دبر هذا؟ هو
الله سبحانه وتعالى.
﴿وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ﴾ [البقرة: 164]، مسخرٍ بأمر الله عز وجل، ﴿بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾
[البقرة: 164]، السحاب ترونه يمشي بين السماء التي هي السقف وبين الأرض التي أنتم
عليها، السماء ثابتة والأرض ثابتة والسحاب يمشي، مَنِ الذي يسيره؟ هو الله سبحانه
وتعالى.
﴿وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ﴾ [البقرة: 164]، أي: لدَلاَلات في هذه المخلوقات، ﴿لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 164]،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2984).