وأثبتت
الألوهية لله سبحانه وتعالى، هذه كلمة عظيمة، قال تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ
بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ﴾ [البقرة:
256]، وقوله: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ﴾،
هذا هو معنى: «لا إله» ﴿وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ﴾
هذا معنى: «إلا الله».
وقال
الخليل إبراهيم لأبيه وقومه: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ
لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦ إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧﴾
[الزخرف: 26، 27]، فقوله: ﴿إِنَّنِي بَرَآءٞ﴾
هذا معنى النفي: «لا إله»، ﴿إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي﴾هذا
معنى الإثبات: «إلا الله». فهذه الآية فيها معنى: «لا إله إلا الله»، وهذا كثير في
القرآن، القرآن كلُّه يتضمن النفي والإثبات، نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتُهَا
لله سبحانه وتعالى.
فهذه
كلمة عظيمة مَنْ قالها عن يقينٍ واعتقادٍ وعَمِلَ بها فهو مِنْ أهل الجنة، كما قال
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله»([1]).
أما الذي يقولها باللفظ فقط ولا يبتغي وجه الله، أو لا يترك عبادة غير الله؛ فهذا
لا تنفعه هذه الكلمة؛ لأنه ناقضها بأفعاله، فلا تنفعه ألفاظها بدون عملٍ بمقتضاها،
وهو ترك عبادة غير الله وإفراد العبادة لله.
وفي الحديث الآخر: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ»([2]). فلم يقتصر على قوله: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ». بل قال: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ».
([1]) أخرجه: البخاري رقم (425)، ومسلم رقم (33).