×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

تقول: باسم الله. وعند نهاية الأكل والشرب تقول: الحمد لله. هذا الركن الأول وهو التحدث بها ظاهرًا.

الركن الثاني: الاعتراف بها باطنًا، بأنْ تعترف بقلبك أن هذه النعمَ ليست بحولك ولا بقوتك، وإنما هي فضلٌ مِنَ الله عليك مَنَّ به عليك. أما الذي يحمد الله بلسانه ويشكر الله بلسانه، ولكنه ينكر بقلبه وينسب هذه النعم إلى حوله وقوته وكدِّه وكسبه؛ هذا كافر بنعمة الله؛ قال تعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا [النحل: 83]، ينكرونها بقلوبهم.

الركن الثالث - وهو مهم جدًّا: الاستعانة بنعم الله على طاعة الله، فتستعين بها على طاعة الله؛ ولهذا قالوا: صرِّفْها في طاعة مسديها وموليها، وهو الله سبحانه وتعالى. فلا تستعين بالنعم على الكفر والمعاصي، لا تستعين بالمال على المعاصي. هذا مِنْ كفر النعم.

إذا استعنت برزق الله على معصية الله فهذا كفر للنعمة، إذا استعملته في جلب آلات اللهو والقنوات الفضائية وجعلتها تبث الشر في بيتك وبين أولادك ونسائك؛ فإنك قد كفرت نعمة الله، إذا سافرت إلى بلاد الكفر، وبلاد الإباحية لأجل النزهة، ولأجل شرب الخمور، وفعل الفواحش في بلاد الكفر؛ لأنها بلاد حرية بهيمية، فبعض الناس - أهل الثروة والغنى - يسافرون إلى تلك البلادِ لأجل الفسق ولأجل الإسراف والتبذير هناك، فيعيشون هناك على الفسقِ، والمعاصي، والفواحش، وينفقون مِنْ رزق الله على معصية الله. هذا مِنْ كفر النعمة - والعياذ بالله - يستعان بنعمة الله على معصية الله عز وجل.

كذلك مِنْ شكر النعمة احترامُهَا وعدمُ إهانة النعم، وإلقاءُ النعم في القاذورات. إذا شبع الإنسان فإنه يطرح الطعام في المزابل


الشرح