وقال:
لِمَ نختفي يا رسول الله؟ فخرجوا إلى البيت بين حمزة بن عبد المطلب وعمر بن
الخطاب.
فلما
رأى المشركون الرسول والمسلمين ومعهم عمر وحمزة؛ حينئذٍ انكفوا عن المسلمين، وكان
إسلامُ عمر أول عز للإسلام، ثم ازدادت دعوته صلى الله عليه وسلم، فكان الناس يسلم
النفر والنفران، وكان المشركون يشددون الخناق على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى أصحابه، ويحصل منهم أذى كثير للمسلمين، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ضربوه،
ضربوا أبا بكرٍ الصديقَ رضي الله عنه، إلا أن الله حمى هذا الرسول أيضًا بعمه أبي
طالب وكان على الشرك، ولكن الله أيده به، وأيده بزوجه خديجة بنت خويلد رضي الله
تعالى عنها.
ثم
في السنة الرابعة تُوفي أبو طالب وتُوفيت خديجةُ رضي الله عنها، وبَقِيَ النبي صلى
الله عليه وسلم بلا أحدٍ يحميه، فحزن صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا، واشتد أذى
المشركين له لما مات عمه أبو طالب.
فخرج
إلى الطائف لعله يجد في الطائف مَنْ يناصره، ولكنهم ردوه ردًّا قبيحًا، وأغروا به
عبيدهم وسفهاءهم يقذفونه بالحجارة حتى أدموا عقبه ومعه مولاه زيد بن حارثة رضي
الله عنه يقيه بنفسه.
ثم
رجع إلى مكة التي لم يكن فيها إلا أهلُ الشر والكفر والشرك والعداوة الشديدة له
ولأصحابه، وبينما هو يصلي صلاة الفجر في وادي نخلة، ويقرأ القرآن، إذا بالجنِّ
يأتون ويستمعون القرآن، ﴿وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ
نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ
أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ ٢٩ قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ
مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ
وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٣٠ يَٰقَوۡمَنَآ
أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ
وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ٣١﴾ [الأحقاف: 29- 31].