الدرس السادس
والثلاثون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ
فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ
تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 183- 184].
الحمدُ
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبده ورسولِهِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
فقد تقدم الكلام على الآية الأولى إلى قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾، وأما قوله تعالى ﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ فهذا بيان للصيام الذي كتبه الله تعالى، ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾، ثم قال: ﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾، أي: هذا الصيام في أيام معدودات، وهذا مِنْ باب التخفيف على العباد: أن الله جعل الصيام أيامًا معدودات، ولم يجعله دائمًا، ولم يجعلْه كل السنة، مع أنه لو شاء سبحانه لجعل الصيام دائمًا في كل الوقت، ولكنه سبحانه رحيم بعباده، يريد لهم اليسر ولا يريد بهم العسر. فهذا الصيامُ إنما هو في أيامٍ فقط، وليس شهورًا ولا سنين، ﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ يعدها الإنسان لِقِلَّتها، وهي أيامٌ خفيفة لا تشق على المسلم.