واختلف
العلماءُ في هذه الأيامِ المعدودات ما هي؟
قال
بعضهم: إنها ثلاثةُ أيام. وكان هذا في أول الإسلام، كان في
أول الإسلام الصيام ثلاثةُ أيام؛ مِنْ أجل أن يتدرب العبادُ على الصيام ويعتادوه؛
لأن العباداتِ الشاقةَ تُشرع بالتدريج، ولا تشرع مرة واحدة.
فشرع
اللهُ أول الأمر ثلاثة أيام مِنَ السنة، فلما اعتاد الناسُ على الصيام نقلهم إلى
صيام شهر كامل، وذلك في قوله تعالى:﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185]، فيكون قولُهُ تعالى: ناسخًا لقوله: ﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 184]؛ لأن الله
نقل العباد مِنْ صيامِ ثلاثة أيام إلى صيام شهر كامل، واستقر الأمرُ على ذلك.
وقيل:
إن المرادَ بـ «الأيام المعدودات» هي نفسُ شهر رمضان، شهر رمضانَ أيام
معدودات، فيكون قولُهُ تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ﴾
[البقرة: 185] بيانًا لقوله تعالى: ﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 184]، ثم ذكر
تسهيلاً آخر للصيام فقال سبحانه: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾
[البقرة: 185]، وقال سبحانه: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾
[البقرة: 185]، سهَّل اللهُ لأصحاب الأعذار في أنهم يفطرون، ويصومون ما أفطروه من
أيام أخر قضاءً.
﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا﴾ [البقرة: 184]: فالمرضُ عذرٌ في ترك الصيام، إذا كان المرضُ يشق معه الصيام فإن الله رخَّص للمريض الذي يشق عليه الصيام في أن يفطر، وأن يقضيَ مِنْ أيام أخر إذا شفاه الله عز وجل، سواءٌ كان الصيامُ يؤخر عليه برء المرض، أو كان الصيامُ يضاعف عليه المرض، إذا صام يزيد عليه المرض، أو كان بحاجة إلى