متى
يحصل اللقاءُ بينه وبين عدوِّه، فهو لم ينوِ إقامةً محددة، وهذا ما نقوله، فكل
مَنْ أقام إقامةً غير محددة لا يدري متى تنتهي؛ فهذا حكمه حكم المسافر.
﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾
[البقرة: 185]، المريض إذا أفطر في رمضان والمسافر إذا أفطر في رمضان؛ فإنه يجب
عليه أن يقضيَ الأيام التي أفطرها مِنْ أيام أخر في غير شهر رمضان.
ثم
بَيَّن سبحانه وتعالى الحكمة في هذا الترخيص: وهو
التسهيل على عباده، فقال: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185]، يسر للمريض أن يفطر، المريض لو صام فهذا
مِنَ العسر، والله لا يريد العسر على العباد، وإنما يريد التيسير، ﴿مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ
لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ﴾ [المائدة: 6]. المسافر لو صام مع المشقة فهذا عسر،
والله جل وعلا لا يريد العسر، وإنما يريد اليسر والسهولة على العباد. وهذا مِنْ
رحمته عز وجل بعباده.
﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185]، والإرادة هنا شرعية، ﴿وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن
يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ﴾ [النساء:
27]، إرادة شرعية دينية، وليست إرادة قدرية كونية؛ لأن الإرادة على قسمين:
إرادة كونية قدرية:
هذه لا بد أن يقع ما أراده الله سبحانه وتعالى؛ ﴿فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ﴾
[البروج: 16].
أما النوع الثاني: فهو الإرادة الشرعية والدينية، هذه قد يقع المراد، وقد لا يقع. هذا الفرقُ بين الإرادتين، الإرادة الدينية يحبها الله ويرضاها، والإرادة الكونية قد يحبها؛ كإيمان المؤمن، وقد يكرهها