والمحدثات
والشرك، هذا هو الذي فَرَّق الأمة.
فلماذا
لا تتجه النية والعزم والعمل إلى معالجة هذا البلاء الذي أصاب الأمة في عقيدتها
وفي عبادتها؟! هذا هو السبيل الصحيح. أما قضيةُ الهلال والصيام فإنه - ولله الحمد
- ما أحدث تفرقًا، المسلمون ما زالوا يصومون مِنْ عهد النبي صلى الله عليه وسلم،
ويعملون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا
لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ
ثَلاَثِينَ» ([1]).
ما زالوا على هذا الهدي النبوي، وما حصل بينهم - ولله الحمدُ - فرقةٌ ولا اختلافٌ.
أي:
شهر رمضان، ﴿فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]: هذا أمر، والأمر يفيد الوجوب، مع قوله
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾
[البقرة: 183]، ومعنى ﴿كُتِبَ﴾: أي فُرِضَ. يؤيده قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ
الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،
وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» ([2]).
فجعل صلى الله عليه وسلم صيام رمضان ركنًا مِنْ أركان الإسلام ومبانيه التي بُنِيَ
عليها، ﴿فَمَن
شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾
[البقرة: 185]، فلا يجوز للحاضر الذي ليس بمسافر، والصحيح الذي ليس بمريض؛ أن
يفطرَ في رمضان، بل يجب عليه الصيامُ حتمًا.
فإنْ أفطر متعمدًا فقد فعل كبيرةً مِنْ كبائر الذنوب، فإن كان لا يرى أن الصيام واجبٌ. أو يرى أن الإفطارَ مِنْ غير عذر جائزٌ، وأن مَنْ شاء صام، ومَنْ شاء أفطر - فهو كافر مرتد عن الإسلام.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1909).
([2]) أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).