×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإخلالها بعقيدة التوحيد.

فلماذا يا مَنْ تحرصون على توحيد الأمة لا تَدْعُون الناس إلى التوحيد وترك البدع والمحدثات، وأن يكونَ الدينُ لله كما أمر اللهُ سبحانه وتعالى، وأن يكونَ القدوةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى تتحد الأمة.

أما أنكم تتركون الناس على عقائدهم الباطلة ونِحَلِهم الفاسدة والبدع والمحدثات ولا تعالجون هذه الأمور، ثم تقولون: الذي أحدث الإشكال الهلال! يا سبحان الله! الهلال ما أحدث إشكالاً مِنْ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي أحدث إشكالاً هو الشرك والبدع والخرافات، فعالجوا هذه الأمورَ حتى تتحدَ الأمة كما كانت في سلفها الصالح، إذا كنتم تريدون الغَيْرة على الأمة.

لماذا تعقدون الندواتِ والمؤتمرات مِنْ أجل توحيد الصيام بزعمكم، ولا تعقدون المُؤْتمرات والندوات لمعالجة العقيدة وإصلاح العقيدة والنهي عن الشرك، والأمر باتباع السنة وترك البدع والمحدثات، لماذا لا تعالجون هذا البلاءَ الذي أصاب الأمة وفرَّقها وشتتها إن كانت فيكم غَيْرة على الأمة؟!

إذا كنتم صادقين في توحيد الأمةِ فاجمعوها على عقيدة صحيحةٍ، وعلى طريقةٍ نبوية، وعلى سنةِ الرسول صلى الله عليه وسلم. حَذِّرُوا مِنَ الشرك، حَذِّرُوا مِنَ البدع والمحدثات حتى تفقه الأمة، وتصلح عقيدتها، وتصلح عبادتها مِنَ البدع، وحينئذٍ تتحد الأمة بإذن الله.

قال الإمام مالك رحمه الله: لا يُصْلِح آخرَ هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. الذي أصلح أول الأمة ما هو؟ أليس هو العقيدة؟ أليس هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وترك البدع؟ الذي فَرَّق ما هو؟ الذي فَرَّق الأمة البدع


الشرح