بالاعتماد على رؤية الهلال
ليلة الثلاثين مِنْ شعبان، أو إكمال شعبان ثلاثين يومًا إذا لم يُرَ الهلالُ.
شبهة
هؤلاء أنهم يقولون: إن الناس يختلفون في الرؤية مِنْ
بلد إلى بلد ومِنْ إقليم إلى إقليم. نقول: نعم، المطالع تختلف حسب الأقاليم، فكل
إقليم له رؤيته، إذا رَأَوْه في بلادهم يصومون، وإذا لم يَرَوْه في بلادهم يكملون
شعبان ثلاثين يومًا.
فقول
الرسول صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ،
فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ» ([1]).
هذا صالح في كل زمان ومكان، وكل إقليم يبعد عن الآخر تختلف الرؤية فيه فإن له
حكمه، فيصومون برؤيتهم في إقليمهم، ويفطرون لرؤيتهم.
قالوا:
هذا فيه اختلافٌ بين المسلمين، أن ناسًا يصومون وناسًا يفطرون، نقول: هذا
الاختلافُ لا يضر - ولله الحمد - ما زال المسلمون مِنْ عهد النبي صلى الله عليه
وسلم وهم يصومون ويفطرون، وما حصل بينهم اختلافٌ، ما زالتِ الأمة تصوم وتفطر مِنْ
عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا حصل في الأمة خللٌ - ولله الحمد - إذا كنتم
تريدون توحيد الأمة كما تقولون؛ فلماذا لا تعالجون العقيدة، عقيدة التوحيد؟ لماذا
لا تدعون الناس إلى التوحيد وتنهونهم عن الشرك؛ حتى تكونَ عقيدتهم واحدةً، فيتحدوا
على «لا إلهَ إلا اللهُ محمد رسول الله».
أما الناس فمختلفون في دينهم: هذا يعبد القبور والأضرحة، وهذا يتبع غير الرسول صلى الله عليه وسلم، يتبع رئيسه أو حزبه، يتبع شيخ الطريقة التي ينتمي إليها، هذا الذي فَرَّق الأمة. الذي فَرَّق الأمة ابتعادها عَنْ كتاب الله
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1909).