×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ الذي هو: الإفطار في السفر والمرض، ﴿وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ [البقرة: 185] الذي هو: الصيام في حالة السفر وفي حالة المرض.

ثم قال: ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ [البقرة: 185]، هذا تعليلٌ لقوله: ﴿مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البقرة: 185]، هذا تعليل للأمر بالقضاء، أمركم بالقضاء مِنْ أيام أخر؛ مِنْ أجل أن تكملوا عدة الشهر فتصوموه كاملاً ولا تصوموا بعضه وتتركوا بعضه. فالمسافرُ والمريض يفطران ويقضيان مِنْ أيام أخرَ، حتى يكملا العدة - عدة الشهر - هذه هي الحكمة.

ثم قال جل وعلا: ﴿وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ [البقرة: 185]، هذا فيه أنه يشرع للمسلمين إذا أكملوا رمضان، وثبت هلال شوال ليلة العيد - أن يُكَبّروا على إتمام الصيام. التكبير ليلة العيد - ليلة عيد الفطر - سنة مؤكدة، بأنْ يقولَ المسلمُ: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا اللهُ والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. يقول ذلك ويرفع صوته في المساجد وفي الطرقات وفي البيوت، يعلنون التكبير في ختام الصيام؛ شكرًا لله سبحانه وتعالى على ما أنعم عليهم مِنْ إكمال صيام رمضان الذي هو ركنٌ مِنْ أركان الإسلام، فيكملوا ذلك بالتكبير والشكر لله عز وجل.

﴿وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البقرة: 185]، تشكرون نعمة الله عز وجل، نعمة الدين، الدين هو أعظمُ النعم ومنه الصيامُ، الصيامُ نعمة عظيمةٌ جليلةٌ، يُكَفّر الله به الخطايا ويمحو به السيئات، ويدخل به الجنة، وينجي به مِنَ النار. فهو نعمة عظيمة تستحق الشكر لله عز وجل.


الشرح