×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فالحكمة في إخفائها أن المسلم يكثر مِنَ الدعاء في ساعات يوم الجمعة، فإنه سيصادف هذه الساعة التي هي في يوم الجمعة.

بعض العلماء يقول: إنه أحرى ما تكون حين يجلس الإمام على المنبر إلى أن تُقضَى الصلاةُ. وبعضهم يقول - كالإمام أحمدَ رحمه الله: إنها في آخر يوم الجمعة، آخر ساعة مِنْ يوم الجمعة. ولكن الصحيح أنها خفيةٌ في كل اليوم - في كل يوم الجمعة.

فعلى المسلم أن يكثرَ مِنَ الدعاء في كل يوم الجمعة: في أوله ووسطه وآخره، لعله أن يصادف هذه الساعة العظيمة.

كذلك الدعاء في ليلة القدر مِنْ رمضان، والدعاء في جميع رمضان، وفي ليلة القدر خاصة، أقرب ما يكون الإجابة، وليلة القدر ما تُعْلَم على وجه التحديد مِنْ ليالي رمضان، أخفاها الله في رمضان مِنْ أجل أن يجتهد المسلم في كل الشهر في العبادة، فإذا اجتهد في كل الشهر فقد صادف ليلة القدر. أما إذا اجتهد في بعض الشهر فلا يضمن أن يكون قد صادف ليلة القدر، لكنَّ الله جل وعلا لا يضيع أجر العاملين، ولكن الشأنَ في إصابة ليلة القدر، ما يصيبها يقينًا إلا مَنِ اجتهد في جميع الشهر. أما مَنِ اجتهد في بعض الشهر يمكن أن يصادفها ويمكن ألا يصادفها.

فالحاصل: أن الدعاء له مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وهو صلةٌ بين العبد وبين ربه. فعلى العبد أن يكثرَ مِنَ الدعاء؛ لأنه عبادةٌ عظيمة، وهو محتاج إليه لا غنى به عن الله جل وعلا طرفة عين.

والدعاء صلةٌ بين العبد وبين ربه، يدعو في صلاته يدعو بعد الصلاة، يدعو في ليلِهِ في نهاره، في جميع أوقاته، لا يغفل المسلمُ عن الدعاء؛


الشرح