يكون
أرجى لقَبُول الدعاء فيها، مِنْ ذلك:
أن
يدعوَ الإنسان وهو ساجد في الصلاة؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا
الدُّعَاءَ» ([1])،
وقال صلى الله عليه وسلم: «وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ،
فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» ([2]).
فحالةُ السجود أقربُ ما يكون العبدُ مِنْ ربه، وحريٌّ أن يستجاب له، فيكثر المؤمن
مِنَ الدعاء في السجود في الصلاة: فريضة أو نافلة، يلح على الله سبحانه وتعالى.
وكذلك
الدعاءُ في آخر الليل في الأسحار، في الثلث الأخير مِنَ الليل،
قال صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ
يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ
يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» ([3])،
فينبغي للمسلم أن يكونَ في هذا الوقت مستيقظًا، في الثلث الأخير يدعو الله عز وجل
ويصلي.
وكذلك مِنَ الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء ساعة في يوم الجمعة، قال صلى الله عليه وسلم: «وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ الله حَاجَةً، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا» ([4])، وهذه الساعة في يوم الجمعة خفية، لم يبينها صلى الله عليه وسلم؛ مِنْ أجل أن يجتهد المسلم في الدعاء في يوم الجمعة كله مِنْ أوله إلى آخره. فإذا دعا في كل يوم الجمعة فإنه سيصادف هذه الساعة يقينًا. أما إذا خصص بعض الساعات فربما لا يصادفها،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (482).