والجماع والتمتع بما أحل
الله عز وجل.
فصار
وقتُ الصيام محصورًا ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، واستقر الأمرُ على ذلك إلى
أن تقوم الساعة. وهذا تخفيفٌ مِنَ الله سبحانه وتعالى على عباده.
﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ﴾ [البقرة: 187]، ﴿ٱلرَّفَثُ﴾ هو:
الجماع، ويطلق أيضًا على الاستمتاع بالقُبْلَة واللمس والمباشرة، فالرفث يشمل
الجماع ودواعيَهُ، هذا حلال في ليلة الصيام، ﴿ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ﴾
[البقرة: 187]، يعني: زوجاتكم.
ثم
قال جل وعلا: ﴿هُنَّ
لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ﴾
[البقرة: 187]، تسمى المرأة لباسًا للرجل، ويُسَمَّى الرجل لباسًا للمرأة؛ لأن
الزوجين فيما بينهما يختلطان، ويستمتع بعضهما ببعض، أباح الله ذلك لهما، فهو
كاللباس لها وهي كاللباس له، يسترها وهي تستره.
وقيل:
معنى قوله: ﴿هُنَّ
لِبَاسٞ لَّكُمۡ﴾ أي:
أنهن يعصمنكم مِنَ الوقوع في الحرام، فهي لباس بمعنى أنها تعصم زوجها من الوقوع في
الحرام، وكذلك الزوج يعصم زوجته مِنَ الوقوع في الحرام. وهذا يدخل في معنى اللباس.
فعلى
كل حال: كلٌّ مِنَ الزوجين لباس لصاحبه، يستره ويمنعه مِنَ
الوقوع في الحرام.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» ([1]). فالزواج فيه عفةٌ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5065)، ومسلم رقم (1400).