للمسلم؛
لأنه يحفظ فرجه، ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ
أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ﴾
[المؤمنون: 5، 6]. الزواج فيه حفظٌ للفروج عن الحرام، والحمد لله، وفيه
غنية للرجال والنساء عن الوقوع فيما حرم الله.
ثم
قال جل وعلا: ﴿عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ﴾ [البقرة: 187]، يعني: يحصل منكم في الصيام مخالفة بسبب
طول الوقت، والخيانة هي المعصية؛ لأن الدين أمانة عندك، الصيام أمانةٌ، جميع
الواجبات أمانة، وجميع ترك المحرمات أمانة في ذمتك. فإذا خالفت شيئًا منها فقد خنت
أمانتك ﴿تَخۡتَانُونَ
أَنفُسَكُمۡ﴾ قال: ﴿تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ﴾ ولم يقل: تختانون الله؛ لأن مَنْ عصى فإثمه على نفسه،
ولا يضر الله شيئًا وإنما يضر نفسه، فهو خان نفسه وضر نفسه؛ حيث عرضها لعقوبة الله
سبحانه وتعالى، وهذا في جميع المعاصي خيانة للنفس؛ لأن الواجبَ عليك أن تصون نفسك
عما يضرها، فإن لم تصنها عما يضرها فقد خنتها.
﴿عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ
عَلَيۡكُمۡ﴾ [البقرة: 187]، هذا فيه
بشارةٌ مِنَ الله لعباده المؤمنين عما حصل منهم أنه تاب عليهم، ولم يؤاخذهم وخفف
عنهم. هذا تطمين مِنَ الله سبحانه للمؤمنين الذين حصل منهم ما حصل، وهم صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا
فيه فضل الصحابة رضي الله عنهم، وأن الله يكفِّر عنهم مِنَ الذنوب
ما لم يكفِّر عن غيرهم؛ لسابقتهم وفضلهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال جل وعلا: ﴿فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ﴾ [البقرة: 187] هذا تأكيد لقوله: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ﴾ [البقرة: 187]، أكده فقال: ﴿فَٱلۡـَٰٔنَ﴾ [البقرة: 187]، أي: بعد أن نسخ الله الحكم الأول، ﴿بَٰشِرُوهُنَّ﴾ [البقرة: 187]