﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ
نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾ [الإسراء: 15].
بعد
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن الكريم قامتِ الحجةُ على الناس، فلم
يبقَ لأحد حجة إلى يوم القيامة، فإن كان لم يفهمِ القرآن فهذا لأنه لم يعبأ به ولم
يلتفت إليه، وهو المقصر وهو الذي ضيع نفسه؛ يقول: أنا ما أفهم القرآن، هل تفهم
القرآن بدون تعلم، وبدون دراسة، وبدون سؤال؟!
لن
تفهم القرآن إلا بوسائل الفهم، وهي ميسرة لك إذا طلبتها، ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ
يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 187]؛ فدل هذا على
أن العمل بالقرآن سببٌ للتقوى، يتقي الإنسان ما حرّم الله ويبتعد عنه، ويتقي غضب
الله وسخط الله، ويتقي العذاب والنار يوم القيامة. يتقي كل هذه المحاذير بالعمل
بهذا القرآن العظيم وسنة الرسول الكريم عليه الصلاةُ والسلامُ. هذا طريقُ النجاة،
وهذا طريقُ الفقه في دين الله وطريق العلم.
يقول
ابن القيم رحمه الله:
تدبر القرآن إن رُمْت الهدى فالعلمُ تحت تدبر القرآن
إذا
أردت العلم فتدبر القرآن، وما وجدت بيانه في القرآن فذاك، وما لم تجد بيانه في
القرآن تجده في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وكل الله إليه البيان، ﴿بِٱلۡبَيِّنَٰتِ
وَٱلزُّبُرِۗ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيۡهِمۡ﴾ [النحل: 44]، فالقرآن له
بيان: بيان مِنْ نفسه: يفسر بعضه بعضًا، وبيان مِنْ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالسنة تفسر القرآن وتوضحه وتدل عليه وتبينه، فليس لأحد عذرٌ بالجهل، العذر بالجهل يكون لمن لم يسمع القرآن، ولا يجد مَنْ