×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فلما رجع مِنَ الحج بَقِيَ أيامًا ثم مرض صلى الله عليه وسلم وتُوُفِّيَ بعد الحج، تُوُفِّيَ في ربيع الأول بعد الحج بشهرين وأيامٍ، فسُمِّيَت حجة الوداع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ودع فيها الناس.

*وأما العُمَرُ فقد اعتمر صلى الله عليه وسلم بعد البعثة أربع مرات:

المرة الأولى: عمرة الحديبية التي صده المشركون عنها، فتحلل وذبح وحلق ورجع إلى المدينة. تعتبر عمرة له ولأصحابه.

الثانية: عمرة القضاء؛ لأنه قاضى المشركين أن يرجع هذه السنة وأن يعتمر مِنَ العام القادم، فجاء صلى الله عليه وسلم واعتمر مقاضاة عن عمرة الحديبية.

العمرة الثالثة: لما رجع مِنْ غزوة حنين بعد غزوة الفتح في شوال، وبلغ الجِعِرَّانة - وهي على حدود الحرم - أحرم منها داخلاً إلى مكة بالعمرة، وأدى العمرة.

العمرة الرابعة: العمرة التي قرنها صلى الله عليه وسلم مع حجته؛ فإنه صلى الله عليه وسلم حج قارنًا بين العمرة والحج؛ لأنه ساق الهدي مِنَ المدينة، والذي يسوق الهدي يحرم مفرِدًا أو قارِنًا ولا يتمتع.

فهو صلى الله عليه وسلم لما ساق الهديَ أحرم قارِنًا بين الحج والعمرة، هذه العمرة الرابعة التي قرنها مع حجته عليه الصلاة والسلام.

وصَلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

*****


الشرح