وعلى
كل حال: مَنْ كان مِنْ أهل مكة فهذا بالإجماع أنه مِنْ حاضري
المسجد الحرام، إنما الخلافُ فيمن كان خارج مكة، خارج المباني، هذا هو محل الخلاف.
ثم
قال جل وعلا: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾
[البقرة: 196] والتقوى في اللغة معناها: الوقاية التي تقيك مِنْ عذاب الله
ومِنْ غضب الله، ﴿وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ﴾، يعني: اتخذوا وقاية تقيكم
مِنْ غضب الله ومِنْ عقابه.
ما
هي الوقاية التي تقي مِنْ عذاب الله؟ هل هي الحصون والدروع والملابس والجنود
والقصور؟
لا،
هذه ما تقي مِنْ عذاب الله، الذي يقي مِنْ عذاب الله شيء واحد وهو: طاعة الله جل
وعلا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. هذه التقوى التي تقي مِنْ عذاب الله جل وعلا.
لا
يقي مِنْ عذاب الله حصونٌ ولا قصور ولا جنود ولا دروع، ما يقي مِنْ عذاب الله إلا
طاعة الله سبحانه وتعالى، بامتثال أوامره وترك نواهيه.
فقوله:
﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾، هذا يشمل تقوى الله في أعمال الحج؛ بألاَّ يبخس منها
شيئًا وأن يُؤَديَهَا على الوجه المشروع تامة خالصة لوجه الله عز وجل، ويشمل جميع
الأمور.
على المسلم أن يتقي الله دائمًا وأبدًا بكل الأحوال وفي كل الأمكنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ» ([1])، فيجب عليك تقوى الله في كل مكان وفي كل زمان وفي كل حالة، لا سيما في العبادات كالحج والعمرة، فتتقي الله بإتمامهما وإكمالهما وإخلاصهما لوجه الله عز وجل.
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (2833)، والترمذي رقم (1987)، وأحمد رقم (21354).