×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 وإنما يحرمون بها مِنَ الحِلِّ، مِنَ التنعيم، أو مِنْ عرفة، أو مِنَ الجِعِرَّانة.

إذا أراد المكيُّ أن يعتمر فإنه يخرج مِنَ الحرم، ويحرِم مِنْ خارج الحرم، ثم يأتي ويؤدي العمرة. فالمكيُّ له أن يتمتع، ولكنَّ الله لم يوجبْ عليه الفدية التي أوجبها على الآفاق. ﴿ذَٰلِكَ [البقرة: 196]، أي: الفدية: ﴿لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ [البقرة: 196].

﴿حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ ما المراد به؟

قيل: المرادُ به: مَنْ كان داخل مكة.

وقيل: المراد به: مَنْ كان داخل الحرم، كل ما هو داخل الأميال فهو مِنْ حاضري المسجد الحرام، إذا تمتع فليس عليه فدية.

وقيل: المراد به: مَنْ كان دون المواقيت فهو مِنْ حاضري المسجد الحرام. وأما مَنْ جاء مِنْ خارج المواقيت فهو مِنْ غير حاضري المسجد الحرام.

إذن فالفدية تجب على مَنْ جاء مِنْ خارج المواقيت. أما مَنْ جاء مِنْ دون المواقيت فليس عليه فدية. هذا قول.

القول الثاني: مَنْ كَانَ داخل الحرم - حدود الأميال - فعليه فدية، ومَنْ كان داخل الأميال فليس عليه فدية، ومَنْ جاء مِنْ خارج الأميال فعليه فدية؛ لأنه ليس مِنْ حاضري المسجد الحرام. فالمسألة فيها أقوالٌ لأهل العلم.

وقال بعضهم: المراد بـ ﴿حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ مَنْ كان دون مسافة القصر، يعني: دون يومين بالراحلة. أما مَنْ جاء مِنْ دون مسافة يومين بالراحلة فهو مِنْ حاضري المسجد الحرام. فالمسألة خلافية في تفسير: ﴿حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ.


الشرح