معنى
﴿يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ﴾ [البقرة: 197]، أي: أن الله يثيبكم عليه سبحانه وتعالى.
المراد لازم العلم، وهو الإثابة والمضاعفة لِمَنْ فعل الخير، ﴿وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ
خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ﴾
[البقرة: 197] فلا تظن أن ما تعمله مِنَ الخير سيضيع، أو أنَّه يخفى على الله، أو
أنه لا يُكتب لك. بل هو محفوظٌ لك، بل يضاعفه الله أضعافًا كثيرة.
فهذا
فيه: الحثُّ على فعل الخير في الحج وفي غيره.
ثم
قال عز وجل ﴿وَتَزَوَّدُواْ
فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾
[البقرة: 197]، ﴿وَتَزَوَّدُواْ﴾، يعني: خذوا معكم الزاد للسفر للحجِّ؛ لأن الحجَّ يحتاج
إلى سفر، والسفر يحتاج إلى زادٍ: طعامٍ وشرابٍ ومَرْكَبٍ. كل ما تحتاج إليه في
سفرك فإنَّك تحضره وتتزوَّد به ولا تسافر للحجِّ بدون زاد. إن كان ما عندك زادٌ
فلا تحجّ، الله عز وجل يقول: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97]. فالذي ليس
عنده زادٌ لا يحج، ليس عليه حجٌ؛ لأنه إذا حج وهو ما معه زادٌ سيحتاج إلى الناس،
يصير ينظر فيما في أيدي الناس، يتمنن الناس، عالة عليهم، فلا يحج وهو ما معه زاد.
وسبب
نزول الآية: كان ناسٌ يحجون في عهد النبي صلى الله عليه
وسلم وليس معهم زاد، ويقولون: نحن المتوكلون، أي: إننا متوكلون على الله، الله عز
وجل قال: ﴿وَتَزَوَّدُواْ﴾ [البقرة: 197]؛ ردًّا على هؤلاء الذين يزعمون أنهم
متوكلون ثم يصيرون عالة على النَّاس.
إذا لم تجد زادًا فلا تحجَّ إلا إذا تكفَّل أحدٌ مِنَ الحجاج بالإنفاق عليك؛ تبرعًا منه أو أنت أجرت نفسك مع الحجاج وتكفَّلوا بنفقتك بمقابل الأجرة؛ فلا بأس بذلك.