فالإحسان
سبب للرحمة، فالذي يحسن فيما بينه وبين الله ويحسن فيما
بينه وبين الخلق ويحسن أعماله ويتقنها. هذا تناله رحمة الله؛ لأنه مِنَ المحسنين.
وكذلك
يقول الله عز وجل: ﴿قَالَ
عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ
وَٱلَّذِينَ هُم بَِٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ﴾
[الأعراف: 156].
الذين
يتبعون الرسول، ﴿ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ﴾ [الأعراف: 158]، هذه أسباب الرحمة، أسباب الرحمة هي
التي ذكرها الله في هذه الآية، ﴿فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾
[الأعراف: 156] التقوى سبب للرحمة.
﴿وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ﴾
[الأعراف: 156] الزكاة المراد بها: تطهير القلوب والأبدان مِنَ المعاصي، ويراد بها
زكاة المال التي فرضها الله في الأموال.
فالزكاة
على قسمين:
زكاة
بدنية: وذلك بتطهير الأعمال مِنَ الشرك والبدع والمحدثات،
وتطهير النفوس مِنَ الغل والحقد والحسد والكِبر، وغير ذلك. هذه الزكاة البدنية. ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن
زَكَّىٰهَا﴾ [الشمس: 9]، تزكية النفس
بالطاعات ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا﴾
[الشمس: 9] زكى نفسه، وذلك بالطاعات والقربات، وطهّرها مِنَ الذنوب والمعاصي
والسيئات. هذه الزكاة البدنية أو النفسية.
أما النوع الثاني: فهو الزكاة المالية التي يخرجها المسلم مِنْ ماله، وهي ركنٌ مِنْ أركان الإسلام، ﴿وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بَِٔايَٰتِنَا