×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فالإحسان سبب للرحمة، فالذي يحسن فيما بينه وبين الله ويحسن فيما بينه وبين الخلق ويحسن أعماله ويتقنها. هذا تناله رحمة الله؛ لأنه مِنَ المحسنين.

وكذلك يقول الله عز وجل: ﴿قَالَ عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِ‍َٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ [الأعراف: 156].

الذين يتبعون الرسول، ﴿ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ [الأعراف: 158]، هذه أسباب الرحمة، أسباب الرحمة هي التي ذكرها الله في هذه الآية، ﴿فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف: 156] التقوى سبب للرحمة.

﴿وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ [الأعراف: 156] الزكاة المراد بها: تطهير القلوب والأبدان مِنَ المعاصي، ويراد بها زكاة المال التي فرضها الله في الأموال.

فالزكاة على قسمين:

زكاة بدنية: وذلك بتطهير الأعمال مِنَ الشرك والبدع والمحدثات، وتطهير النفوس مِنَ الغل والحقد والحسد والكِبر، وغير ذلك. هذه الزكاة البدنية. ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا [الشمس: 9]، تزكية النفس بالطاعات ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا [الشمس: 9] زكى نفسه، وذلك بالطاعات والقربات، وطهّرها مِنَ الذنوب والمعاصي والسيئات. هذه الزكاة البدنية أو النفسية.

أما النوع الثاني: فهو الزكاة المالية التي يخرجها المسلم مِنْ ماله، وهي ركنٌ مِنْ أركان الإسلام، ﴿وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِ‍َٔايَٰتِنَا


الشرح