فالجهاد
في سبيل الله فيه مخاطرة بالنفوس، فيه آلام وجروح وقتل وتَعَرُّض للخطر. وهذا مما
تكرهه النفوس البشرية، فإنها تريد السلامة وتجنب هذه المخاطر. ولكن المصلحة أرجح،
فيه مخاطر وفيه مكاره، ولكن المصلحة من ورائه أكثر من المضرة، فالمخاطر والمكاره
مؤقتة، وأما العاقبة الحميدة فهي دائمة.
وكذلك
الصلوات الخمس وقيام الليل والصيام، صيام رمضان، وصيام التطوع - فيها مشاق.
إنفاق
الأموال المحبوبة إلى النفوس فيها مشقة.
ولكن
لا يحصل دخول الجنة إلا بهذه الأمور، الجنة لا تُنال بالراحة والكسل، وإنما تُنال
برحمة الله، وبسبب الأعمال الصالحة وإن كانت شاقة على النفوس.
﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم
مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ﴾
[البقرة: 214].
وفي
الآية الأخرى ﴿أَمۡ
حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
[آل عمران: 142].
وفي
الآية الثالثة يقول سبحانه: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾
[التوبة: 16].
فالذي
يريد الجنة يأتي بالأعمال الصالحة ولو كانت شاقة عليه، يصبر على
ذلك نظرًا للعواقب الحميدة، تَعَبُ ساعة يعقبه راحة دائمة.
الله جل وعلا يقول ﴿وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا﴾ [الإسراء: 19]. سَعَى لها سعيها، ما يكفي أنه يريد