×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 فنواقض الإسلام كثيرة: الكفر، الشرك، السحر، الكهانة، الحكم بغير ما أنزل الله، ادعاء علم الغيب.

نواقض الإسلام كثيرة، فليحذر الإنسان من أن يرتد عن دينه بارتكابه ناقضًا من نواقض الإسلام، وإن كان يصلي ويصوم ويقول: «لا إله إلا الله» لا ينفعه ذلك إذا كان مرتكبًا لناقض من نواقض الإسلام حتى يتوب إلى الله عز وجل.

الصلاة لا تصح مع الردة، الصيام لا يصح مع الردة، الزكاة لا تصح مع الردة. فالذي يعبد غير الله ويدعو غير الله إن صلى وصام، فصيامه باطل وصلاته باطلة؛ لأنه يُشترط في صحة العبادات التوحيد والإخلاص لله عز وجل.

فليحذر الإنسان من نواقض الإسلام، يتعلمها ويعرفها من أجل أن يتجنبها؛ لئلا يقع في شيء منها وهو لا يدري.

﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ [البقرة: 217] ﴿يَرۡتَدِدۡ يعني: يرجع عن دينه بارتكابه ناقضًا من نواقض الإسلام.

﴿فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ [البقرة: 217] يستمر على الردة حتى يموت. وأنت تدري متى تموت؟ لا تدري، فربما تموت في لحظتك وفي ساعتك، فعليك أن تتمسك بهذا الدين، وإذا حصل منك ردة فعليك بالتوبة، والرجوع إلى الدين قبل أن تموت؛ لأن من مات وهو كافر فقد حبط عمله، قال جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [آل عمران: 102].

فالأعمال بالخواتيم؛ ولهذا قال: ﴿فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ [البقرة: 217] إذا خُتِم له بالردة، ومات على الردة، ولو كان أفنى عمره في الطاعات؛ فإن هذه الطاعات تكون هباءً منثورًا، تبطلها الردة.


الشرح