×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

هذا مستحيل؛ لأن الله جل وعلا ناصر دينه، فلا أحد يريد هذا الدين بسوء إلا دمره الله عز وجل، ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ[التوبة: 32].

هذه سُنة الله عز وجل التي لا تتبدل ولا تتغير، فالدين باقٍ ومحفوظ بحفظ الله.

ولكن الخطر علينا نحن، الخطر علينا نحن، أن نرتد عن هذا الدين أو نضل.

وإذا تركنا هذا الدين يَسَّر الله له من يقوم به.

﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38].

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة: 54].

الخطر علينا نحن، وليس الخطر على الدين، الدين محفوظ بحفظ الله، ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ[الحجر: 9]، ولكن الخطر علينا أن نُستبدَل، أن نَترك هذا الدين فيأخذه غيرنا فنهلك والعياذ بالله.

﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ [لبقرة: 217]

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى حكم المرتد عن الدين، والمرتد عن الدين هو الذي يكفر بعد إسلامه. الردة هي الكفر بعد الإسلام، هذه هي الردة.

والإنسان يكفر بأسباب، يرتد بأسباب، منها الشرك، إذا أشرك بالله ارتد. إذا دعا غير الله، إذا استغاث بالأموات والقبور والأضرحة والأموات، ارتد عن دين الله.

وأعظم أنواع الردة الشرك والكفر، والكفر من أعظم أنواع الردة.


الشرح