×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

هذا موقف المسلم من دينه ودنياه، أنه دائمًا وأبدًا على الاستقامة وعلى الطاعة، وإذا حصل منه خطأ أو زلة فلا يقنط من رحمة الله، وعليه أن يتوب إلى الله، قال الله تعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ[الزمر: 53، 54]، أنيبوا: يعني: ارجعوا إلى الله وتوبوا إليه عز وجل.

والمسلم يكون بين الخوف والرجاء، خوف لا يقنِّطه من رحمه الله، ورجاء لا يحمله على الأمن من مكر الله عز وجل، ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [الأعراف: 99]، وقال تعالى: ﴿قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ [الحجر: 56]، ﴿إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡ‍َٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ[يوسف: 87].

فالمؤمن يكون بين الخوف والرجاء ويعمل الأعمال الصالحة. وإذا أذنب تاب إلى الله عز وجل، ورجع إليه، وأصلح ما فسد من أعماله، والله تواب رحيم، وقريب مجيب. هذا ما يكون عليه المسلم دائمًا وأبدًا.

﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 218]

مع هذه الأعمال الجليلة هم يرجون رحمة الله، لا يقطعون لأنفسهم بالرحمة، وإنما يرجون الله رجاءً، هم عَمِلوا الأسباب لكن النتيجة عند الله سبحانه وتعالى.

وصَلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

*****


الشرح