×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 فبينما هم كذلك إذا بقافلة لأهل مكة قادمة من الطائف، معهم بضائع، ومعهم زبيب من زبيب الطائف، فقُدِّر أن أحدًا من المسلمين رمى بسهم، فأصاب واحدًا من المشركين فقتله، أصاب واحدًا من رجال هذه القافلة يقال له ابن الحضرمي فقتله.

وكان هذا في شهر رجب، في أول شهر رجب، وشهر رجب شهر حرام؛ لأن الأشهر الحرم التي حرم الله القتال فيها أربعة: ثلاثة سرد، وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. وواحد فرد وهو شهر رجب.

حَرَّم الله القتال في هذه الأشهر الأربعة كما قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ [التوبة: 36].

حَرَّم الله القتال في هذه الأشهر. وكان المشركون في الجاهلية يمتنعون عن القتال فيها؛ وذلك لأجل تأمين الحُجاج والمعتمرين؛ لأجل أن يأمن الحجاج ويأتوا إلى الحج ويرجعوا بأمان. وكذلك العمرة، يأتون في شهر رجب ويعتمرون ويرجعون. لا يعترض لهم أحد.

فكان القتال في هذه الأشهر محرمًا في الجاهلية وعند المسلمين، ولكن الصحابة في هذه السرية ظنوا أن شهر رجب لم يدخل وأنهم في آخر جمادى الآخرة، وأن الشهر لم يدخل، شهر رجب، بينما هو قد دخل.

فحصل قتل هذا الرجل من المشركين في أول يوم من رجب، في شهر حرام، فاتخذ المشركون هذا الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء الصحابة، اتخذوه وسيلة للنيل من المسلمين.


الشرح