×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ [البقرة: 220] العنت: هو التعب. لو شاء الله لفرض عليكم أن تعزلوا طعامكم، ولو كان هذا فيه مشقة عليكم، لو شاء الله لألزمكم به؛ ولكنه برحمته سبحانه وتعالى رفع عنكم الحرج.

﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ [البقرة: 220]

﴿عَزِيزٌ: يعني: قوي، العزة هي القوة والغلبة.

﴿حَكِيمٞ [البقرة: 220] مع عزته وقوته فهو حكيم يضع الأمور في مواضعها. الحكيم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، ويستعمل القوة والعقوبة في مواضعها، ويستعمل الرأفة والرحمة والتخفيف في مواضعه. فهو سبحانه يضع الأحكام المناسبة في مواضعها، فهو عزيز حكيم سبحانه وتعالى.

وفي هذا إثبات اسمين من أسماء الله جل وعلا، وإثبات أنه حكيم. والحكيم هو الذي يحكم الأمور ويتقنها. وأيضًا: الحكيم هو الذي يضع الأمور في مواضعها. فالحكيم له معنيان: معنى الإحكام وهو الإتقان، فجميع أحكامه متقنة سبحانه وتعالى. ومعنى الحكمة، وهي وضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها المُناسِبة. هذا هو معنى العزيز الحكيم.

وفي هذين الاسمين إثبات صفتين من صفات الله عز وجل، وهما العزة من العزيز، والحكمة من الحكيم.

وصَلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

*****


الشرح