﴿يُرۡضِعۡنَ﴾
[البقرة: 233] الرضاع هو مصُّ اللبن من الثدي. هذا هو الرضاع.
وذلك
أن الله سبحانه وتعالى بحكمته ورحمته خَلَق هذا اللبن في الأم لتغذية الطفل؛ لأن
هذا الطفل عند ولادته لا يأكل الطعام، فجَعَل الله هذا اللبن الذي يُدر من الأم
يغنيه عن الطعام ويغذيه. كما أنه في بطن أمه من أين يتغذى؟ يتغذى عن طريق السُّرة
بدم الحيض الذي كان يأتي المرأة، يتحول إلى غذاء للحمل عن طريق السُّرة سُرة
الطفل. فإذا وُلد حَوَّله إلى لبن، حَوَّل الله هذا الدم إلى لبن، يأتي عن طريق
الثديين يَرضعه هذا المولود. هذا من رحمة الله عز وجل وحكمته ولطفه بعباده.
فالوالدة
ترضع ولدها من حين تضعه إلى أن يَتم له سنتان ﴿يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ﴾ [البقرة: 233] ﴿كَامِلَيۡنِۖ﴾
تأكيد لقوله: ﴿حَوۡلَيۡنِ﴾ [البقرة: 233]، ﴿حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ﴾
[البقرة: 233] هذه مدة الرضاعة.
وهذا
يؤخذ منه أن الرضاع إنما يُعتد به إذا كان في الحولين.
أما
إذا كان بعد الحولين، فإنه لا أثر للرضاع؛ لأن المولود يَستغني بالطعام، فلا فائدة
أو لا حاجة إلى الرضاع.
ومن
هنا ذهب جماهير العلماء إلى أن إرضاع الكبير لا يؤثر الحرمة ولا ينشر الحرمة.
فلو أرضعتْ مَن بلغ الحولين فأكثر، لم يكن ابنًا لها من الرضاع، ولا مَحْرَمًا لها؛ لأن هذا الرضاع لا تأثير له في تغذية الطفل؛ لأنه تغذى بالطعام. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ» ([1])
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2647)، ومسلم رقم (1455).