×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فهذه آيات عظيمة ساقها الله سبحانه وتعالى في النكاح والطلاق والعِدَّة، وهي تتضمن أحكامًا شرعية عظيمة، فيجب على المسلم أن يتفقه فيها وأن يتعلمها وأن يعمل بها.

وهكذا كتاب الله جل وعلا، كله خير، وكله علم، وكله فوائد لمن تَدَبَّره، لمن تَفَقَّه فيه، لمن عَمِل به، فهو خير كله، ولله الحمد والمنَّة.

﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [ص: 29].

جميع أنواع البركة فيه، مبارك في تلاوته، مبارك في تدبره، مبارك في العمل به، كله بركة وخير؛ لأنه كلام الله جل وعلا، كلام رب العالمين، مبارك إذا جعلتَه وِردًا لك في الليل والنهار، مبارك إذا استشفيت به من الأمراض. فهو كتاب مبارك، كل أنواع البركة.

﴿وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٞ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [الأنعام: 155].

فالله وَصَفه بأنه كتاب مبارك، ومِن أعظم بركاته ما يتضمنه من الأحكام التي يحتاجها المسلم في حياته وفي عمله وفي تصرفاته، فإن الله بَيَّن فيه كل شيء، ولكنَّ أفهامنا قد تتقاصر عما فيه من الحِكم والأحكام.

والعلماء لا يشبعون من هذا القرآن، ولا يحيطون بما فيه من الأحكام والأسرار، ولكن كلٌّ يأخذ بحَسَب ما يَسَّر الله له.

وصَلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

*****


الشرح