×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 الطلاق وفي غيرها، أن الإنسان دائمًا وأبدًا يتصف بالفضل والإحسان والكرم والجود، ولا يكون من البخلاء أو من الشَّرِهين والجشعين، بل يكون مُتفضِّلاً دائمًا وأبدًا، يتصف المسلم بالفضل دائمًا وأبدًا.

لا تَنْسَوا الفضل بينكم أيها المسلمون، بل اجعلوا الفضل والتفضل فيما بينكم صفة من صفاتكم.

فهذا حثٌّ من الله عز وجل على بذل الفضل وبذل المعروف وبذل الإحسان بين المسلمين، وعدم التقصي في الحقوق، وعدم الشُّح والجشع والبخل؛ فإن هذه صفات ذميمة.

ثم قال جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة: 237]، هذا حثٌّ منه سبحانه، أن مَن بَذَل الفضل والإحسان والمعروف، فإن الله لا يضيع له ما بذله؛ لأنه يعلم كل شيء، لا يخفى عليه شيء.

فلا تَظُنَّ أن شيئًا من حسناتك سيذهب، إلا إن أذهبته أنت في المبطلات والمحبطات، فإنه يذهب.

أنت إذا لم تحبطه ولم تبطله، فإنه مدَّخر لك عند الله جل وعلا، وإن كان قليلاً، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا[النِّساء: 40].

فإذا فعلتَ الخير ولو كان قليلاً، فلا تَظُنَّ أنه يضيع، بل هو مُدَّخر لك عند الله، وإن نَسِيتَه أنت أو نَسِيه غيرك، فإن الله لا ينساه جل وعلا، بل يحفظه ويدخره بل يُنمِّيه ويضاعفه لك.

فهذا ترغيب من الله جل وعلا لعباده في بذل الخير والإحسان والتعامل الحسن.


الشرح