×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

مَن هو الذي بيده عقدة النكاح ؟

والمشهور أنه الزوج، أنه المُطلِّق؛ لأن بيده عقدة النكاح والطلاق، فالزوج هو الذي بيده عقدة النّكاح. فإن عفا عن نصيبه من المهر، فلها أن تأخذه كاملاً.

الحاصل أنها إن عفت هي فله أن يسترد المهر كاملاً، وإن عفا هو فلها أن تأخذ المهر المسمى كاملاً. لا حرج في ذلك.

وقيل: المراد بـ ﴿ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ [البقرة: 237] الوليُّ، وليُّ المرأة. ولكن هذا فيه نظر؛ لأنه ليس لوليِّ المرأة أن يُسقط شيئًا من حقها، ليس له ذلك.

فالراجح هو الأول، أن الذي بيده عقدة النكاح هو الزوج، ﴿أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ [البقرة: 237].

ثم قال جل وعلا: ﴿وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ [البقرة: 237]، كونك تسمح بنصيبك من المهر لها، أو هي تسمح بنصيبها من المهر لك - هذا أقرب للتقوى، تقوى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله جل وعلا يحب العفو من عباده، في هذا وفي غيره، يحب أن يتسامحوا، ولأن هذا يؤثر بالمحبة في القلوب.

فالعفو أحسن من أنها تأخذ نصف الصداق، أو أن الزوج يأخذ نصف الصداق، فالعفو بينهما أحسن من الأخذ بما أباح الله له؛ لأن الأخذ قد يكون يترتب عليه شيء من الحساسية في النفوس. أما العفو فهذا يورث المحبة بين الزوجين، أو بين المُطلِّق والمُطلَّقة، يُسبِّب المحبة للعبد.

ثم قال جل وعلا: ﴿وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ [البقرة: 237] وهذا عامٌّ في مسألة


الشرح