×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ أي: عقد النكاح.

فهذا من جملة المُحرَّمات في النكاح، المعتدة من غير مُطلِّقها إذا كان ذلك دون الثلاث.

﴿وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ [البقرة: 235].

﴿حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ: أي: كتاب العِدَّة. ﴿أَجَلَهُۥۚ [البقرة: 235]: أجله المُوقَّت، وهو كما سبق ﴿وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءٖۚ [البقرة: 228]. والمُتوفَّى عنها ﴿وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَعَشۡرٗاۖ[البقرة: 234]، هذا هو الأجل الذي وضعه الله للعدة.

فلا يُعقد على المعتدة في خلال عِدَّتها حتى تَخرج من العِدَّة؛ لأنها ربما تكون حاملاً من الزوج الأول. وأيضًا: في العقد عليها في مدة العِدَّة في ذلك تجاوز على حق المُطلِّق؛ لأن هذه العِدَّة جعلها الله حرمة لنكاح الزوج الأول.

فإذا تزوجها الآخر في أثناء العِدَّة، فهذا اعتداء على حرمة الأول وحِماه، فلا يجوز.

ثم قال جل وعلا: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ [البقرة: 235]، تيقنوا أن الله جل وعلا مُطَّلِع على ما في نفوسكم من النيات والمقاصد والأسرار، لا يخفى عليه جل وعلا شيء. الناس ما يدرون إلا عما يَظهر من الخِطبة أو العَقد. أما ما في النفوس فإنه لا يعلمه إلا الله.

﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ، فهذا فيه أن الإنسان يخشى الله في نفسه، ويُصلح نيته، ويُصلح مقاصده - في هذا وفي


الشرح