×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

يعرفونه، ولم يخطئ منه شيئًا. هذا دليل على رسالته صلى الله عليه وسلم.

﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِيِّ إِذۡ قَضَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّٰهِدِينَ [القصص: 44] محمد صلى الله عليه وسلم ما حضر موسى عليه السلام ولا حضر الأنبياء من قبله

﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ [القصص: 46].

فهو يخبر عن الغيوب الماضية كأنه حاضرها، ويخبر عن الغيوب المستقبلة أيضًا قبل أن تقع، ما هو من عنده، هو رجل أُمِّيٌّ ما يقرأ ولا يكتب، لكنه من عند الله، عَلَّمه الله إياه، ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُۚ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ عَظِيمٗا [النساء: 113] الله سبحانه وتعالى هو الذي عَلَّمه، فهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.

﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [البقرة: 252] هذه الآيات وهذه المعجزات تدل على أنك من المرسلين. أَكَّد الله ذلك بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ. هذه شهادة من الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وكفى بالله شهيدًا.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

*****


الشرح