×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ﴿لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ [الحج: 40]. هذه هي الحكمة من الجهاد في سبيل الله، ليس المراد بالجهاد في سبيل الله الاستيلاء على البلاد وأَخْذ الأموال واسترقاق الأنفس، هذه أمور تابعة، لكن القصد من الجهاد هو إعلاء كلمة الله وإخماد الكفر. هذا هو القصد، ودَفْع الظَّلَمة والطواغيت، الذين يصدون عن سبيل الله، ويتسلطون على الناس ويصدونهم عن الإسلام وعن الدخول في الإسلام ويهددونهم.

ماذا حصل من الكفار في مكة مع المسلمين قبل الهجرة؟

ولمَّا شُرع الجهاد تغيرت الموازين، صارت الكِفَّة مع المسلمين وانهزم الكفار، بسبب أي شيء؟ بالجهاد في سبيل الله عز وجل.

فالجهاد له مقام عظيم في الإسلام؛ ولهذا عدَّه النبي صلى الله عليه وسلم سنام الإسلام، وبعض العلماء يقول: إنه الركن السادس من أركان الإسلام.

ثم قال عز وجل: ﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ [البقرة: 252] ما ذَكَره الله في سورة البقرة من أحوال بني إسرائيل، من أول السورة إلى هذا الموضع - هذا من آيات الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما عايش تلك الأزمنة ولا شاهد هذه الحوادث، وليس هو يقرأ ويكتب؛ حتى لا يقال: إنه يقرأ في التواريخ. أُمِّيٌّ، ما تَعَلَّم ولا يَكتب ولا يقرأ، ومع هذا يقص هذا القصص كأنه مُشاهِد له!! لماذا؟ لأن الله أوحاه إليه، هذا معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم. ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ [العنكبوت: 48].

ولكن هذا وحي من الله عز وجل، هذا وحي من الله أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وقصه على بني إسرائيل، قَصَّ عليهم تاريخهم الذي


الشرح