وكذلك من حكمة الله أنَّه يدفع الناس بعضهم ببعض، الكفار يدفع الله بعضهم ببعض، الدُّول يَدفع الله بعضهم ببعض، ولو أن دولة انفردت بالقوة لأفسدت في الأرض. لكن يجعل الله دولة أخرى معها قوة تقابلها، ولو كانوا كفارًا، يدفع بعضهم بعضًا. أما إذا انفردت دولة كافرة بالقوة في الأرض فإنها تُفسد، كما هو حاصل الآن، لمَّا تضعضعت الدول ولم يَبْقَ إلا دولة عاتية وهي أمريكا، ماذا ترون الآن من الفساد في الأرض؟

فهذه حكمة الله عز وجل، يدفع الله الناس بعضهم ببعض، يدفع الكفار بالمسلمين والجهاد في سبيل الله، ويدفع الكفار بعضهم ببعض، فهذه حكمة من الله عز وجل.

﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ﴾ [الحج: 40] وفي قراءة: «ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».

وفي الآية الأخرى: ﴿لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ﴾ [الحج: 40] بيوت العبادة للنصارى، ﴿وَبِيَعٞ﴾ [الحج: 40] وهي معابد اليهود والنصارى أيضًا، ﴿وَصَلَوَٰتٞ﴾ [الحج: 40] الصلوات أيضًا عند النصارى وعند اليهود، عباداتهم تسمى صلوات، ﴿وَمَسَٰجِدُ﴾ [الحج: 40] وهي للمسلمين. يعني: دُمِّرت أماكن العبادة.

ولهذا نبينا صلى الله عليه وسلم مَنَع المسلمين أن يهدموا الكنائس ويهدموا البِيَع، ويتعرضوا لبيوت العبادة.

---

الشرح