ثم
قال عز وجل: ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ﴾
[البقرة: 251] لولا أن الله شَرَع الجهاد في سبيله، لفسدت الأرض، وتَسَلَّط الكفار
على المسلمين ونشروا الكفر والإلحاد. فالجهاد هو ذروة سَنام الإسلام، وهو عِز
الإسلام، لا يقوم الإسلام إلا بأمرين: الدعوة والجهاد، ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ﴾ [البقرة: 251] أي: لولا أن
الله شَرَع الجهاد لعثا الكفار والمفسدون في الأرض فسادًا، ونشروا كفرهم وإلحادهم
وبغيهم، ولكن الجهاد يقف حائلاً بينهم وبين ما يريدون. إذا تَرَك المسلمون الجهاد،
انساح الكفار في البلاد وأفسدوها.
قال
تعالى: ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [البقرة: 251].
ومِن
فضله سبحانه أنه شَرَع الجهاد في سبيله ووَعَد بالنصر لمن صَدَق معه سبحانه وتعالى.
وفي
الآية الأخرى يقول: ﴿ٱلَّذِينَ
أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا
ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ
فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ
عَزِيزٌ ٤٠ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ
وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾
[الحج: 40، 41].
فالنصر بيد الله، ولا يؤتيه إلا مَن يستحقه ممن يقوم بالجهاد في سبيله ونشر الدين وإعلاء كلمة الله ودحض الكفر والكفرة والأشرار، ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [البقرة: 251].