×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 من الله عز وجل. طلبوا من الله النصر على القوم الكافرين الذين هم أعداء الله وأعداء دينه. وَصَفُوهم بالكفر لأن الكافر عدو لله ولدينه ولرسله ولعباده المؤمنين. فهم طلبوا من الله أن ينصر المؤمنين الصادقين على الكافرين ﴿وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ.

ماذا كانت النتيجة بعد هذه الامتحانات، وبعد هذه المشاق، وهذه المواقف الصعبة، لمَّا صَدَقوا مع الله وثبتوا في لقاء العدو؟

﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ [البقرة: 251] هَزَم قومُ طالوت جالوتَ وجنودَه، مع قلة المسلمين وكثرة الكفار، هزموهم بأي شيء؟ بقوتهم؟ لا، بإذن الله؛ لأن الله مع الصابرين.

﴿وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ [البقرة: 251] داود كان في جيش طالوت، كان جنديًّا، فظَفِر داود بقتل جالوت الملك، رماه بحجر في رأسه فقتله.

﴿وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ [البقرة: 251] انتقل المُلْك من طالوت إلى داود عليه السلام في هذه الوقعة.

﴿وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ [البقرة: 247] لمَّا قَتَل هذا الجبار فإن الله أعطاه المُلْك وأعطاه النُّبوة، جَمَع له بين الأمرين، كان في بني إسرائيل المُلْك في سِبْط من أسباطهم، والنُّبوة في سِبْط آخر. داود جَمَع الله له الأمرين؛ مِثْل ابنه سليمان عليه السلام، جَمَع الله له النُّبوة والمُلْك.

﴿وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ [البقرة: 251] هذا نتيجة الصدق مع الله سبحانه وتعالى، إن داود عليه السلام لمَّا صَدَق مع الله وثَبَت وقَتَل طاغية الكفار؛ شَكَر الله له ذلك وأعطاه الملك والنُّبوة.

﴿وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ [البقرة: 251] هذا نتيجة الصبر والصدق مع الله سبحانه وتعالى، والثبات في مواقف الجهاد، ولا سيما في أحرج المواقف.


الشرح