﴿كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾
[البقرة: 249].
أي:
بقضاء الله وقدره. الإذن: المراد به هنا القضاء والقدر.
﴿وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
[البقرة: 249].
الله
ليس مع الكثيرين الذين ليسوا على دين ولا على حق، ليس الله معهم بالنصر، وإن كان
معهم بالإحاطة، فالله محيط بكل شيء، ولكنه ليس معهم المعية الخاصة التي هي معية
النصر والتأييد.
﴿وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ﴾
[البقرة: 250] وتقابل الجيشان، توجهوا إلى الله عز وجل بالدعاء، ﴿قَالُواْ رَبَّنَآ
أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا﴾ [البقرة: 250] أي: أَنْزِل
علينا صبرًا من عندك وأَمِدَّنا بالصبر حتَّى نجالد هذا العدو الجبار، الذي هو
أقوى منا، ﴿وَثَبِّتۡ
أَقۡدَامَنَا﴾ [البقرة: 250] فلا يفر منا
أحد ولا ينهزم منا أحد، ثَبِّت أقدامنا. ما يتزحزحون عن مواقفهم ولو أصابتهم
الجراح، ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ﴾
[الأنفال: 45] اثبتوا لا تتزحزحوا أو تُدْبِروا، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ زَحۡفٗا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ﴾
[الأنفال: 15] بل اثبتوا.
ولذلك
كان الصحابة رضي الله عنهم ما تقع الجراح إلا في وجوههم، ما تقع في أدبارهم أبدًا،
الجراح تقع في وجوههم وما استقبل من أجسادهم؛ لأنهم ثابتون ويتَلَقَّون السهام
والجراح وهم ما يتغيرون عن مكانهم ولا ينهزمون أبدًا.
ولهذا
قال الشاعر يصف الصحابة:
لا يقع الطعن إلا في نحورهمُ وما لهم عن حياض الموت تهليلُ
ما
يتضعضعون أبدًا، الثبات سبب للنصر.
﴿وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 250] هذا دليل على أن النصر