والذي
يقول: «إن الله في كل مكان» أو «إن الله يكون في الأرض» هذا كافر بالله؛ لأنه جاحد
للعلو الذي أثبته الله لنفسه، ومُكذِّب للقرآن، ومُكذِّب للسنة النبوية، ومُكذِّب
لإجماع المسلمين، ومُكذِّب للفِطَر السليمة.
فإن
الفِطَر تتجه إلى الله في العلو، ولا تتجه إليه هنا أو هنا، عن يمين أو عن شمال أو
تحت؛ وإنما تتجه إلى الله في العلو، بالفطرة التي فَطَر الله الناس عليها، لا
تبديل لخلق الله تعالى.
والأدلة
على العلو كثيرة، ذَكَر بعضهم أنها تَزيد على ألف دليل، وأُلِّفت في ذلك مؤلفات،
منها كتاب «العلو للعلي الغفار» للإمام الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى -، وساق
في هذا الكتاب أدلة كثيرة على علو الله على عرشه؛ ردًّا على الذين ينفون علو الله
على عرشه، وفوق مخلوقاته.
وهنا
يقول: ﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ
ٱلۡعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255]، وهو اسم من
أسمائه سبحانه، يتضمن صفة وهي العلو، فالعظيم الذي لا أعظم منه سبحانه وتعالى، لا
أعظم من الله جل وعلا، فهو العلي العظيم الكبير المتعال!!
فهذه
الآية آية عظيمة، جَمَعت في أسماء الله وصفاته بين النفي والإثبات: نَفْي النقص عن
الله جل وعلا، وإثبات الكمال وأسماء الكمال؛ ولذلك صارت أعظم آية في كتاب الله عز
وجل.
وصَلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
*****
الصفحة 9 / 518