×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وذلك بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه كان يحفظ تمرًا من تمر الصدقة أَمَره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرصده وأن يحفظه، فبينما هو في الليل إذ أحس بمن يحثو من التمر، فقام فقبض عليه فقال: لأذهبنَّ بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له: دَعني فأنا فقير وصاحب عَيْلة ولن أعود. فتركه.

لما أصبح أبو هريرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله - سأله النبي صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ؟»، قَالَ:: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا إليَّ حَاجَةً وَفَقْرًا، وتَعَهَّد أن لا يعود، فتركته. قال صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ؟».

وفَعَل مثل ما فَعَل في الليلة الأولى لما أمسكه أبو هريرة، قال مثل ما قال في الأول، أنه فقير وأنه صاحب عائلة وأنه لن يعود، فأطلقه أبو هريرة.

فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ ؟». قال: يا رسول الله، شكا إليَّ عَيْلة وفقرًا وتَعَهَّد أنه لن يعود. قال: «أَمَا إِنَّهُ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ».

فلما كان في الليلة الثالثة جاء على عادته وحثا من التمر، فأمسكه أبو هريرة، فقال له مثل ما قال في الليلتين الماضيتين، لكن أبا هريرة أبى أن يطلقه، فقال: دعني وأعلمك كلمات يحفظك الله بها؛ إذا أويتَ إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي؛ فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فلما قال له هذه المقالة أطلقه أبو هريرة.


الشرح