فلما أصبح غدا إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم، قال: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ ؟»، قال: إنه
قال كذا وكذا. قال صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ» ([1]).
«صَدَقَكَ»
يعني في قوله: إنَّ مَن قرأ آية الكرسي عند النوم لم يَزَل عليه من الله حافظ، ولا
يقربه شيطان حتى يصبح.
فدل
هذا الحديث على أن هذه الآية - آية الكرسي - ينبغي للمسلم عند النوم أن يقرأها؛
ليحفظه الله بها من الشيطان، فلا يشوش عليه نومه، ولا يروعه في نومه بالأحلام
المزعجة.
فهي
آية عظيمة، هي أعظم آية في كتاب الله، وأعظم سورة في كتاب الله سورة الفاتحة.
وأعظم
آية آية الكرسي؛ وذلك لما تتضمنه هذه الآية العظيمة من التوحيد، مِن أسماء الله
وصفاته، وتنزيه الله عن النقائص والعيوب، فقد جَمَع الله فيها بين النفي والإثبات،
نَفْي النقائص والعيوب عن الله، وإثبات الصفات الكاملة لله عز وجل.
مثل
سورة الإخلاص، سورة الإخلاص أيضًا هي خالصة في التوحيد؛ فيها نَفْي وفيها إثبات،
نفي النقائص عن الله عز وجل: ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾
[الإخلاص: 3- 4] وإثبات الكمال هو ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾
[الإخلاص: 1- 2]، ولذلك صارت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن؛ لأنها خالصة في
التوحيد.
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ﴾ [البقرة: 255].