﴿وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا
وَأَهۡلَهَاۚ﴾ [الفتح: 26]، فهي كلمة التقوى وهي العروة الوثقى، وهي
كلمة الإخلاص «لا إله إلا الله».
لكن
يلزمك أن تعرف معناها وتعمل بمقتضاها، ما هي مجرد لفظ يقال باللسان ﴿فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ
بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ﴾
[البقرة: 256].
أما
غيرها فينفصم، الباطل ينفصم وينقطع ﴿وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ﴾
[البقرة: 166]، يوم القيامة تتقطع الأسباب ولا يبقى إلا سبب واحد، وهو التقوى
وعبادة الله عز وجل.
﴿فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ﴾
[البقرة: 256].كلمة «لا إله إلا الله» مَن حققها قولاً وعملاً واعتقادًا؛ فإنها لا
تنفصم أبدًا في الدنيا والآخرة.
أما
مَن أهملها فهذا ينفصم ما معه ويبقى يوم القيامة في حسرة وفي وبال، مَن مات على
غير التوحيد وعلى غير «لا إله إلا الله».
ولهذا
جاء: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»
([1]).
«لَقِّنُوا
مَوْتَاكُمْ - يعني: المُحتضَرين - لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَإِنَّ مَنْ
كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([2]).
هذه
هي العروة الوثقى ﴿لَا
ٱنفِصَامَ لَهَاۗ﴾.
ثم قال: ﴿وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256] لما ذَكَر هذه الأمور العظيمة في هاتين الآيتين، قال: ﴿وَٱللَّهُ سَمِيعٌ﴾ لأقوالكم، ﴿عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256] بأفعالكم ونياتكم ومقاصدكم.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22127)، والحاكم رقم (1299)، والطبراني في الكبير رقم (221).