×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الذي يقول: كلُّه واحد، الذي يَعبد الطاغوت، والذي يَعبد الله كلهم وما يريدون، ما عليَّ منهم.

نقول: لا، أنت لست مسلمًا، فأنت لا توالي في الله ولا تعادي في الله، ما هم بسواء، هذا كافر وهذا مسلم، هذا يجب أن تحبه وهذا يجب أن تبغضه، لا بد أن تفرق بين أولياء الله وأعداء الله ﴿لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ [الممتحنة: 1]، ما يجوز هذا.

المحبة لا تجوز للكفار حتى ولو كانوا أقرب الناس إليك، لو كان أباك أو أمك أو أخاك وهو كافر - لا تحبه.

لكن أنك تتعامل معه، ما يخالف، تَعَامَلْ معه، حتى الوالد الكافر أحسن إليه، أحسن إلى ولدك ولو كان كافرًا؛ لأن هذا من التعامل الدنيوي.

﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ١٤ وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [لقمان: 14، 15].

تحسن إلى والدك ولو كان كافرًا لكن لا تحبه، وإنما تحسن إليه من باب المكافأة فقط والتعامل المباح فقط، أما المحبة في القلب فهذه لا تكون إلا لله ولأولياء الله عز وجل.

﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ [البقرة: 256].

ما هي العروة الوثقى؟

هي «لا إله إلا الله» وهي كلمة الإخلاص، وهي كلمة التقوى


الشرح